إسكندريةُ تعرفني
وتعرف ماوراء قلبي
تعرف جيداً ماتحت جلدي
وخطوط كفي
التي
تتشابك دوماً
في
مفترقِ الطرق.ِ.
تعرف أن خطوطي
ترسم لنفسها
خطوطاً
موصولةً بالقلبِ
وتعرف إسم حبيبتي السري
وسر إبتسامتها
ولون شعرها الذهبي
تعرف متي تلاقت
أكفنا لأول مرةٍ
وأين..
وتعرف ماقالته لبعضها أناملنُا
بانصهارها المجنون ِ
في رطوبةِ يوليو..
كما تعرف رائحة العرق الذي إنساب
من بين نهديها الصبيين
اذ احتواهما صدري المسكون
بآلهة البحر والعواصف
في مقعد الترام العلوي..
تحفظ مازالت
في ألبوم
ذكرياتها الأسطوري
صورةَ كفي إذ تلامس ساقَها خلسةً
في ظلامِ سينما مترو
وتذكر ماتزال رائحةَ شعرها المنسدل علي كتفي مشبعاً
باليودِ ونحن علي سور كورنيش الشاطبي العتيق
ومازالت تحفظ عن ظهر قلبٍ
قصيدتي التي أنشدتها لعينيها الفيروزيتين
أسفل تمثال فتحي محمود
يظللنا جسدُ حورية البحرِ المنصهرة في صدر الثور الجامح
الذي خلَق من بين شهوتيهما الرعناء
أبناءهما المجانين الرائعين الذين شيدوا عامود السواري والفنار والجامعة والمكتبة..
وشقوا بسواعدهم الفتيةالميناء،
وشكلوا ملامح الجزر والمد والرمال ولون البحر الإسكندراني المتيم بحبِ
جنيات البحر اللائي يخرجن ليلاً ليسحرن أبناءهما المجانين فيزدادون جنوناً،
فيقفزن من بين أيدهم القوية بين الأمواج
فيقفزون وراءهن ليبتلعهم جميعاً هذا البحر الأرعن الذي لا يكف عن إبتلاع ِ
العشاق ونحر صخورِ الشواطئ التي لا تعرف غير الشمس والفتنة الطازجة
الدائمة الرغبة في الانتشاء
الذي لاينتهي أبدأً.....
تعرف جيداً مواقيت إشتعالي
وتعرف أنني كنتُ ومازلتُ
لا أبالي
وتغوص دائما في أوصالي
لتمسح بأهدابها ملامح الزمردة السحرية المخبأة بركنِ القلبِ منذ مافبل الخلق بدهور..
تومئ لي دائماً أن أتبعها للبحرِ
كي أرقب كل ليلٍ
خروج الجنيات اللائي يضاجعن ضوء القمر فيسحرن فتيان المدينة الحالمين بالمستحيل
فيذوبون جميعا في ضوء الفنار العتيق
ولا يبقي منهم في الفجر سوي آثارِ اقدامٍ تمحوها الأمواج والرياح..
تعرف أنني مولع بالركض خلف النجوم والسحابات
وجنيات الماء المستحيلات
فتقمع إشتعالي
وتقف بيني وبين جنوني المجنون
وتشير دائماً الي زمردة القلبِ
فأعود أفتش فيا عن بوصلةٍ أخري
للمجهول ...
تعرفُ جيداً ولعي المغامر
وتعرف
كيف يشتعل الفؤادُ
توقا للمستحيل
"اسامة عفيفي ..شاطئ كليوباترا..5 يونيو 2006